منتدى المسيحيون المغاربة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى المسيحيون المغاربة

منتدى المسيحيون المغاربة يعنى بالشؤون الروحية للمغاربة المسيحيون, و يمكنهم من اشتراك ايمانهم و القيام بالامأمرية العظمى التي هي التبشير بانجيل المسيح.


    مقدمة: شفاعة المسيح

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 29
    تاريخ التسجيل : 14/11/2017
    الموقع : https://christpeoplear.com/

    مقدمة: شفاعة المسيح Empty مقدمة: شفاعة المسيح

    مُساهمة من طرف Admin الخميس نوفمبر 16, 2017 6:04 pm


    كتاب شفاعة المسيح
    قدرة المسيح وعمله الكامل
    تشارلز ماكنتوش


    مقدمة: شفاعة المسيح


    "يقدر أن يُخلِّص إلى التمام"

    "فمن ثم يقدر أن يُخلِّص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حيّ في كل حين ليشفع فيهم" (عب7: 25)

    أهم وأعظم بقعة في أورشليم هي الأرض القائمة عليها كنيسة القبر المقدس والمكان الذي يشير إليه الآن ويقولون عنه أنه الجلجثة تالٍ في الدرجة للمكان الذي دفن فيه ربنا المجيد وذلك لأن القبر ينطق بهذه الحقيقة السامية ألا وهي أن المسيح حيّ وهكذا جبل الزيتون المقترن بصعود ربنا المبارك وموعد مجيئه الثاني يؤكد لنا المسيح حيّ وهذه الحقيقة المتعلقة "بالمسيح الحيّ" هي التي يدور عليها محور العهد الجديد ويكفي أن نأتي بشاهدين: أحدهما وارد في الرسالة إلى رومية 8: 34 "المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً عن يمين الله الذي أيضاً يشفع فينا", والآخر وارد في سفر الرؤيا 1: 18 "والحيّ وكنت ميتاً وها أنا حيّ إلى أبد الآبدين" والرسالة إلى العبرانيين من أولها إلى آخرها موضوعها المسيح الحيّ السماوي, المسيح الجالس في يمين عرش الله.

    رأى رجل مرة ولداً واقفاً في الطريق تجاه دكان بائع صور يتفرس في كل صورة على حدة, وفي مقدمة هذه الصور جميعها صورة متقنة تمثل صلبوت المسيح. فتظاهر الرجل بعدم معرفة المقصود من هذه الصورة وسأل الولد متجاهلاً عما تعنيه فاستغرب الولد جداً وقال له ألا تعلم أن هذه الصورة تمثل موت يسوع المسيح, بدأ يشرح للرجل باختصار واقعة الصلبوت فشكر له الرجل حسن صنيعه واستأذن وانصرف ولكن لم يكد يبعد قليلاً حتى شعر بأقدام خفيفة تعدو وراءه فالتفت خلفه ورأى الولد يتبعه بسرعة ويجري في أثره إلى أن وصل إليه وعندئذ قال له وهو يلهث "فاتني يا سيدي أن أخبرك أن يسوع الذي صلب دفن وقام وهو الآن حيّ إلى الأبد" فالمسيح حيّ. وإن كنا نشكر الله من أعماق القلب لأجل يسوع المصلوب ولكننا نشكره بالأكثر لأنه بعد أن صلب قام وجلس في يمين عرش الله. والعدد الذي اقتبسناه من الرسالة إلى العبرانيين ليكون موضوع تأملنا الآن يعتبر من الوجهة التعليمية الخاصة بها تاج هذه الرسالة الخطيرة. ولا يوجد في كل ما جاء بعد هذا العدد ما هو أسمى من هذا الحق. وكل ما تلاه ما هو إلاّ إيضاح وتطبيق لهذا الحق الثمين "يقدر أن يُخلِّص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حيّ في كل حين ليشفع فيهم".

    وإذا رجعنا إلى هذا النص الكريم نجد فيه على ما أعتقد أربع حقائق مهمة وهي:

    -قدرة المسيح

    -عمل المسيح الكامل

    -ضمانة المسيح

    -الاقتراب إلى الله بالمسيح

    أولاً: قدرة المسيح


    المسيح "يقدر". لقد ذكر الرسول المغبوط في هذه الرسالة ثلاثة أمور تتعلق بقدرة يسوع المسيح (1) أصحاح4: 15 "يقدر أن يرثي" (2) أصحاح2: 18 "يقدر أن يعين" (3) وفي آية موضوعنا "يقدر أن يخلّص".

    يا ليت ترّن في آذاننا دائماً هذه الآيات العجيبة "يقدر أن يُخلِّص" فتمتلئ قلوبنا سلاماً وتتشجع نفوسنا كل الطريق.

    المصدر: كلة الحياة


    عدل سابقا من قبل Admin في الخميس نوفمبر 16, 2017 6:18 pm عدل 1 مرات
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 29
    تاريخ التسجيل : 14/11/2017
    الموقع : https://christpeoplear.com/

    مقدمة: شفاعة المسيح Empty رد: مقدمة: شفاعة المسيح

    مُساهمة من طرف Admin الخميس نوفمبر 16, 2017 6:09 pm

    ثانياً: عمل المسيح الكامل



    لا بد أن يكون القارئ العزيز قد لاحظ في هذه الكلمات السامية العجيبة "خلاص ويُخلِّص" فهي تشمل الماضي والحاضر والمستقبل. فالمسيح خلّصنا في الماضي من دينونة الخطية "المسيح مات لأجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا" (رومية4: 25), "إن اعترفت بفمك بالرب يسوع المسيح وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت لأن القلب يؤمّن به للبرّ والفم يُعتَرف به للخلاص" (رومية10: 9و10). ويخلّصنا في الحاضر من سيادة الخطية وسلطانها فإنه بموته لأجلنا خلصنا من عقاب الخطية وباعتبار مقامنا فيه وباتحادنا معه في قيامته صار هو فينا كمصدر قوتنا وبه نتغلب على الخطية باعتبار مسئوليتنا. "احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا إذاً لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته فإن الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة (رو6: 1-14) فما دمنا ثابتين في المسيح كالمقام من الأموات نستمد المعونة بقوة قيامته وشفاعته وننتصر على الخطية. فإنه يقول "الذي يثبت فيّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً يو15: 5. وعلى ذلك يقول الرسول "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني", والذين يسلكون هكذا قد حصلوا على الكمال النسبي ويقال لهم كاملين أعني بالنسبة إلى غيرهم, ومن هذا الوجه يقول الرسول "يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا" (1يو2: 1). ولكن من الوجه الآخر نعلم أنه لا توجد عصمة مطلقة من الخطية أو كمال نهائي للإنسان على كما هو مكتوب "لأنه لا إنسان صديق في الأرض يعمل صلاحاً ولا يخطئ (جا7: 20و1مل8: 46) "وإن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كل إثم" (1يو: 8و9) ومن هذا الوجه يقول الرسول وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لكل العالم أيضاً". وبناءً على ما تقدم أقول إن الغاية من كلمة الله هي وقايتنا من الخطية, ولكن إن أخطأ أحد أي من أولاد الله فيوجد من يدبّر دعواه ويرد نفسه إلى سبل البرّ وهو الشفيع عند الآب يسوع المسيح البار الذي ببرّه أكمله على الصليب وصار له حق الشفاعة في المؤمنين. فليس لنا من يهتم بنا عند الحاجة إلاّ يسوع المسيح البار الجالس في السماء عن يمين الله ليشفع فينا ويجاوب ويحامي عنا ضدّ المشتكي علينا نهاراً وليلاً (رؤ12: 10), وإلاّ لما كان لنا أمل بالرجوع والقيام بعد السقوط والابتعاد. قال الرسول "من سيشتكي على مختاري الله. الله هو الذي يبرّر. من هو الذي يدين. المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً. الذي هو أيضاً يشفع فينا. لا يخفى أن شفاعة المسيح هي العمل الذي يمارسه كرئيس كهنة لأجلنا أمام الله. ومعنى الشفاعة التوسل أو بالحري تحصيل المعونة وذلك بالنظر إلى سقطاتنا وقصوراتنا الشخصية وتشكّيات الخصم علينا إذ يجتذبنا إلى الخطية بواسطة شهواتنا ثم يقدّم الشكوى علينا أمام العدل. ومن أمثلة ذلك صلاة المسيح الشفاعية لأجل بطرس الرسول كما قال الرب "سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك وأنت متى رجعت ثبّت إخوتك" (لو22: 31و32) كانت ثقته الذاتية عرضة لتجربة الشيطان فسقط في خطية الإنكار ولكن سبق الرب وطلب كل ما ينبغي لحفظ إيمانه من الفناء وأيضاً ردّ نفسه فيما بعد. وعليه فالمؤمن المُجرَّب إذا ضعف وعثر أو أُخِذ في زلة ما فله شفيع عند الآب يسوع المسيح البار يطلب لأجله ويمدّه بالمعونة والقوة ويقيمه من السقوط ويرد نفسه إلى حالة القوة والشركة وهذا هو نفس الأمر المشار إليه في موضوعنا في قوله " يقدر أن يخلِّص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حيّ في كل حين ليشفع فيهم.

    إن ممارسة الشفاعة المذكورة متوقفة على احتياجنا إليها فإننا إذا أخطأنا لا نذهب إلى المسيح ونطلب منه أن يشفع فينا بل يبتدئ هو من ذاته ويستعمل الوسائط اللازمة لإيقاظنا وليس المقصد بذلك أن المؤمن يحصل على خلاص جديد لأن الحصول على الخلاص يصير مرة واحدة عند الإيمان بل المقصود أن المسيح كشفيع يستعمل كل ما هو لازم لإرجاع نفوسنا وردّ بهجة خلاصنا. إذ يستخدم كلمة الله وإنذارات إخوتنا والتأديبات (1كو11: 30و31) حتى يوقظنا ويحكم على أنفسنا ونعود نتمتع بالشركة الروحية التي لا سبيل لنا للتمتع بها إلاّ إذا حصلنا على التنقية- وقد أشار الرب إلى ذلك بقوله إن كنت لا أغسلك فليس لك معي نصيب" (يو13: 8 ).

    وليس ذلك فقط بل يُخلّصنا من كل الأحوال مهما كانت ظروفنا, فأحياناً ظروفنا تربكنا وتحيّرنا, ولكن ما هي الظروف إنها الأشياء المحيطة بنا ومهما كانت لا تستطيع أن تناطح الجوزاء أو تؤثر على جو السماء الرائق, فهي لا تتعدى الدائرة الموجود فيها كل منا, وهي ليست شيئاً أمام المخلّص العجيب القادر أن يُخلّص إلى التمام في كل وقت- في الماضي والحاضر والمستقبل في نظر الرب. فمهما يكن ماضيك أيها الأخ أو أيتها الأخت ومهما كان حاضرك ومهما يجيء به المستقبل فهو قادر أن يُخلّص إلى التمام وهو قادر أن يخلّص في كل مكان. هل يقدر أن يُخلّص في بلاد الصين؟ الشكر لله من كل القلب لأنه يقدر أن يخلّص خدامه الأمناء في بلاد الصين وفي مجاهل أفريقيا وفي كل الجهات التي يتوجه إليها الخدام الأفاضل الذين أُتيحت لهم الفرصة فاختبروا, ويستطيعون أن يشهدوا بسرور قلب عن الآب القادر أن يُخلّص في كل مكان وزمان وفي كل ظرف وفي كل حاجة.

    يخلّصنا في المستقبل- كما قيل "يُخلِّص إلى التمام" أي إلى النهاية. وهذه العبارة مستعارة من معاملات الله لشعبه قديماً فإنه كان قد سبق وخلّصهم من مصر, وخلّصهم بسيره معهم في البرية, وأخيراً أوصلهم إلى كنعان أرض الموعد. وعلى هذا المبدأ يخاطب الرسول المؤمنين العبرانيين على هذا الأسلوب نظراً إلى كونهم سائرين في البرية قاصدين المجد والراحة وهم معرضون لغزو الخطية الذي من شأنه أن يسقطهم في الطريق ولكن رئيس كهنتهم قادر أن يُخلّصهم ويحفظهم إلى نهاية المسير.

    ولنلاحظ هنا أنه كما دُعِي المسيح مخلصاً إلى النهاية إلى يوم مجيئه: فقيل أنه يخلصنا من الغضب كما قيل "لكن الله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا, فبالأولى كثيراً ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب. لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته" (رو5: 8-10) "فإن سيرتنا هي في السموات التي منها ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده" وقد أشار الرسول بطرس إلى ذلك بقوله للمؤمنين "أنتم الذين بقوة الله محروسين لخلاص مستعد أن يُعلَن في الزمان الأخير" (1بط1: 5).

    هذا هو الخلاص النهائي أو إلى التمام من جميع الأتعاب الأرضية ومن كل أثر الخطية فنصل إلى درجة الكمال النهائي "إذ نكون مثله ونراه كما هو". وعلى ذلك نسير الآن في طريقنا آمنين شاكرين الله قائلين مع الرسول "شكراً لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح" (1كو15: 57).

    ثالثاً: ضمانة المسيح


    إذا تأملنا في آية موضوعنا نرى أمراً جوهرياً وهو ضمانة المسيح لنا باعتبار كونه رئيس الكهنة العظيم "الذي هو حيّ في كل حين ليشفع فينا وقد ذكر الرسول أمرين مهمين من هذا القبيل بهما أوضح أفضلية كهنوت المسيح في العهد الجديد عن كهنوت العهد القديم. أولهما أنه كهنوت بقسم فقال "وعلى قدر ما أنه ليس بدون قسم لأن أولئك بدون قسم قد صاروا كهنة وأما هذا فبقسم من القائل أقسم الرب ولن يندم أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق". وثانيهما كهنوت أبدي "أولئك قد صاروا كهنة كثيرين من أجل منعهم بالموت عن البقاء وأما هذا فمن أجل أنه يبقى إلى الأبد له كهنوت لا يزول "أنت كاهن إلى الأبد" "وعلى قدر ذلك قد صار يسوع ضامناً لعهد أفضل" "فمن ثم يقدر أن يخلص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حيّ في كل حين ليشفع فيهم".

    رابعاً: الاقتراب إلى الله بالمسيح



    والنقطة الرابعة وهي الأخيرة تتعلق بشرط الاقتراب إلى الله بالمسيح, فهو يقدر أن يخلص إلى التمام كل من يتقدم به إلى الله. والوحي لا يكتفي بالقول "كل من يجيء به إلى الله" بل أكثر من ذلك "كل من " ويستمر في مجيئه إلى الأمام إلى أن "يتقدم به إلى الله" وقد وردت هذه العبارة "يتقدم" سبع مرات في هذه الرسالة وفي مناسبات مختلفة ويكفي أن نستلفت نظر القارئ بنوع خاص إلى موضوعين فقط هما أصحاح4: 16 وأصحاح11: 6 حيث يقول في أولهما "فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة" وفي الموضع الثاني "الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذين يطلبونه" وما هو المقصود من قول الرسول يتقدم به إلى الله؟ المستفاد من ذلك أولاً حق الدخول فلا يوجد حائل يعوق بيننا وبين الله, كما أنه لنا حق الاقتراب من الله والاجتماع به حيث نستطيع أن نكاشفه بكل ما لدينا ونعرض لديه كل احتياجنا وأكثر من ذلك نتقدّم إلى الله فنجد منه قبولاً ورضى فالله راضٍ علينا في المسيح وبرهن لنا على قبوله إيانا ورضاه عنا في المسيح بإعطائنا الروح القدس. ويتكلم الرب له المجد في يوحنا14: 16 عن "معزٍّ آخر" وهذه الكلمة المترجمة "معزٍّ" هي بعينها الأصل اليوناني للكلمة المترجمة "شفيع" في رسالة يوحنا الأولى2: 2 ومن هذا يتضح أن لنا شفيعين أحدهما شفيع عند الآب- يسوع المسيح البار- والآخر فينا- الروح القدس- فالمسيح حلقة اتصالنا بالآب كما أن الروح القدس حلقة اتصالنا بالمسيح وعلى هذه الكيفية أصبحنا متصلين بعرش الله. وعندما يتوجه القلب إلى يسوع المسيح يكون الروح القدس الساكن فينا مُلَّقِناً لنا صلواتنا وطلباتنا مطهرّاً نوايانا وأغراضنا ممجداً المسيح فينا في كل لحظة "فهو يقدر أن يخلّص إلى التمام جميع الذين يتقدمون به إلى الله". وما هي النتيجة التي لا بدّ منها من وراء ذلك كله إلاّ أن نرفع قلوبنا نحو الرب المخلّص متأملين ونحن محصورون في المسيح الحيّ المبارك الذي يجب أن تنشغل به أذهاننا وقلوبنا ونتعبّد له كل أيام الحياة.

    والمعنى الثاني المقصود من قول الرسول "نتقدم به إلى الله" هو الثقة ولا نزاع في أن المؤمن كلما كثرت تأملاته في الرب وازدادت شركته معه كلما ازدادت ثقته به تعالى, وهذا هو الطريق الوحيد لنمو الإيمان, إذ كلما ازدادت معرفتك لشخص كلما ازدادت ثقتك به, وهكذا الحال على قدر ازدياد معرفتك للرب على قدر ازدياد مشغوليتك به وثقتك فيه. لذلك استطاع الرسول المغبوط أن يشير إلى هاتين الخطوتين المتلازمتين بقوله "أنا عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم".

    فالتأمل يولّد ثقة والاثنان معاً يولّدان تكريساً بمعنى الكلمة, تكريساً يجعلنا نضع نفوسنا بدون قيد ولا شرط بين يديّ المسيح المبارك ولا بدّ أننا إذا فعلنا ذلك ببركة الرب أن يمتلك الروح القدس ناصيّة حياتنا فيصبح المسيح وحده ربنا ومليكنا المهيّمن على كل ما فينا وبين أيدينا.

    يا ليت تكون حياتنا على هذا النمط من الآن فصاعداً. ولاحظوا أن النتيجة عظيمة وباهرة مادام المسيح متخذاً عرشه في القلب. وقبل أن نختم كلمتنا نذكر على سبيل التمثيل أن أحد خدام الرب قابل مرة بنتاً صغيرة وقال لها "يا مريم هل حصلت على نعمة التجديد؟ فأجابته بالإيجاب. عندئذ قال لها "وأي فارق أو تغيير تشعرين به في مجرى حياتك بعد اهتدائك"؟ "أشعر أن يسوع الرب ساكن الآن في قلبي وعندما يدنو الشيطان مني ويقرع على باب قلبي أقول للسيد العزيز الرب هل تسمح وتتنازل بفتح الباب وعندما الرب يتقدم ويفتح باب قلبي ويراه الشيطان لا بدّ وأن يهرب من أمامه بعد أن يشعر بخطئه لقرع باب غير المقصود" هذا هو المعنى المقصود من عب7: 25 سيادة الرب التامة على قلب المؤمن. يا ليت الرب يمنح كلاً منا نعمة التسليم التام فيفتح كل منا قلبه على مصراعيه للمسيح ليبقى فيه الرب السائد والملك المُتَّوَج ولإلهنا كل المجد دائماً.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 12:29 am